يوم عرفه الركن الاعظم في الحج ؟


يُعرف يوم عرفة بيوم الحج الأكبر وَعرفة هو المَشعر الأقصى من مشاعرالحج.

وهو المشعر الوَحيد الذي يقع خارج حدود مكه المكرمه وخارج حدود الحَرم .


الوقوف بعرفة في الحج.
يوم عرفه .


 وصعيد عرفات الطاهر هو المشعر الذي يقف عليه الحجيج  فى يوم التاسع من ذي الحجة.


ويوم عرفه  وهو أفضل الأيام عند الله  سبحانه وتعالى .


 إذ يقول رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم:


 ما من يومٍ أكثرَ من أن يعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ من يومِ عرفةَ وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ فيقول: ما أرادهؤلاء ؟ِ[١]



متى يبدا يوم عرفة ومتى ينتهى ؟


يبدأ الوقوف بعرفة من طلوع الشمس من يوم التاسع من ذى الحجه وينتهي بطلوع الفجر ليلة يوم النحر أي فجر يوم عيد الاضحى وهو يوم العاشر من ذى الحجه. 


وأفضل أوقات الوقوف بعرفه من الزوال  إلى غروب الشمس .


الزوال اى :(قبل صلاة الظهر بخمس دقائق ).


لفعله صلى الله عليه وسلم  فعن جابر رضي الله عنه :


حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات،

 وجعل حبل المشاة  بين يديه واستقبل القبلة،

 فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس،
 
وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص. [3] 


لماذا سمى جبل عرفات بهذا الاسم ؟


و "عرفة" أو "عرفات".. هو مسمى واحد عند أكثر أهل العلم .


وَكلمة عَرفات ليست جَمْعَ عَرَفَة كما يظن البعض إنما هو مُفرد على صِيغة جَمْع. 


وَقد عُرف جَبل عَرفة باسم عَرفات، حيث قَد وردَ في النص القُرآني، 


لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ [البقرة : 198]


كما قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة


وقال ايضا "وقفت ها هنا وعرفه كلها موقف 


وتعدّدت آراء العلماء حول قصّة جبل عرفات حيث تُعدّ من القصص المُختلف فيها بين العلماء فيرى بعضهم .


- أنّ سبب قصّة جبل عرفات هي هبوط آدم وحوّاء من الجنّة إلى الأرض،


 حيث كان كلّ واحد منهما في جهة واجتمعا في جبل عرفات وتعرّفا على بعضهما لذلك سُمّي بعرفة  أيْ من التّعارف.


- كما ورد أن جبريل كان يطوف إبراهيم عليه السلام ويعلمه المناسك والمشاهد وكان يطوف به في الجبل،


 ويردد له قوله "أعرفت، أعرفت"، 


وكان يرد عليه بقوله،

 
"عرفت، عرفت". 


- يرى علماء آخرون أنّ قصّة جبل عرفات أتت من الاعتراف أي اعتراف الحُجاج بذنوبهم وتضرّعهم لله تعالى،


 وطلبهم منه التّكفير عن الخطيئة حيث يُلبّون ويُهلّلون ويُكبّرون مُعترفين بخطاياهم وسيئاتهم . 


- غير أنّ بعضهم يرى أنّ قصّة جبل عرفات أتت من لفظ العَرف بفتح العيْن أيْ الرّائحة الطّيّبة التي تكون بعد توبة العبد في هذا المكان المُقدّس . 


-  وقيل إنّ الناس يجتمعون في يوم عرفة على صعيد الجبل ويتعارفون على بعضهم البعض وعلى ربهم فهو يوم تتنزل فيه الرحمات وتُعتق فيه الرقاب وهو من خير الأيام .


فضل يوم عرفه .


  • الوقوف على جبل عرفات يُعتبر الحجّ كله وذلك واضح في قول الرّسول عليه السّلام : 


"الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه


  • عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) [4] 


  • وَفي هذا الموقف نزل على الرسول .
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ 


كما أن صيام يوم عرفه يُكفر سنتين فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول اللهﷺ  سُئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يُكفر السنة الماضية والسنة القابلة[5] 


وهذا إنما يُستحب لغير الحاج أما الحاج فلا يُسن له صيام يوم عرفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة لمن هم بعرفة. 


  • كما قال 

 (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) [6] 


  •  إنه يوم أقسم الله به : والعظيم لا يُقسم إلا بعظيم فهو اليوم المشهود في قول القرآن : {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }البروج


فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 (اليوم الموعود : يوم القيامة واليوم المشهود : يوم عرفة  والشاهد : يوم الجمعة[7] 


وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ }الفجر.
 قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى والوتر يوم عرفة[8] . 


  • ويوم عرفه هو اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم فعن ابن عباس  

قال: قال رسول الله :


 (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان ( يعني عرفة ) وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر ثم كلمهم قِبَلا .


قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ  


أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ  (الأعراف: 172 ، 173) [9] 


  • و في يوم عرفة يدنو الله تبارك وتعالى عشيةَ عرفه مِن أهل الموقف ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول‏:‏

 ‏(‏مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم‏)‏. 


وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك الله ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً.


حدود مشعر عرفه .



وعرفات عبارة عن سهل منبسط  يقع على بعد 22 كيلومترا شرق مكة المكرمة.


وقد وُضِع لعَرَفة عَلَمَان يرمُزان إلى بدايتها وعَلَمَان يرمُزان لنهايتها توضيحًا لمن يجهل ذلك وبَيْنَ الأعلام تَقع بَطْنُ عُرَنَة .


 قال رسول الله: «عَرَفَةَ كُلَّهَا مَوْقِفٌ، إِلَّا بَطْنَ عُرَنَةَ» [2].


وحدود عَرَفَة مِن ناحية الحَرَم هي نَمِرَة  وثُوَيَّة وذي المجاز والأراك،


 أما الحدود الثلاثة الأخرى لعَرَفَة فهي سلسلةٌ مِن جبالٍ سوداءَ أَبْرَزُها أُمُّ الرَّضُوم.


واما وادي "عرنة" فهو من أودية مكة المكرمة والجزء المقدم من مسجد  "نمرة"
 و يقع في هذا الوادي،


 وهو خارج عن عرفات وداخل في الحل وليس بمشعر وهو حد فاصل بين الحل والحرم .


ما يستحب فعله في يوم عرفة .


تبدأ اعمال يوم عرفه بعد أن يودى حجاج بيت الله الحرام صلاة الفجر في مِنى


ويُسن الذهاب الى صعيد عرفات بعد طلوع شمس يوم التاسع من ذى الحجه . 


ثم يسلكون بعدها طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية .


(لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك). 


ويُنصح الحجاج الا يُجهدو انفسهم عند الوصول الى عرفه بل يجب عليهم ان ياخذو قسطا من الراحه . 


والوقوف بعرفه يبدا بعد الزوال أي ( قبل صلاة الظهر بخمسه دقائق ) . 


حتى ياتى زوال الشمس فيستعدون لصلاة الظهر والعصر جمع تقديم سنه عن النبى  .


حيث يأتي الحجاج يوم عرفة إلى مسجد "نمرة" ليستمعوا إلى خطبة خطيب المسجد ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين . 


ثم يصلون خلفه الظهر والعصر جمعا وقصرا بأذان واحد وإقامتين والسنة أن يصلي الحجاج في مسجد نمرة. 


ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع ومسألة الله تعالى حتى غروب الشمس. 


 حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيرا مقتدين في ذلك بفعل النبي  .


ويقضون في عرفات النهار كله حتى غروب الشمس . 


ويتحقّق الوقوف بعرفة بوجود الحاج في أي منطقة من مناطق عرفة إن كان واقفاً أو راكباً أو مستلقياً،


أمّا في حال عدم وقوفه ضمن المنطقة المحددة الشاملة لجميع حدود عرفة في هذا اليوم فإنّ ذلك يُفسد حجّه. 


والأفضل أن يجمع الحاج في وقوفه على عرفة بين جزء من النهار وجزء من الليل .


 ويُستحب في هذا الموقف العظيم أن يحافظ الحاج على الطهارة الكاملة ويستقبل القبلة .

-------------------------------------------------------------

المراجع (+)

[1]رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح 
[2] من حديث جابر رضى الله عنه اخرجه مسلم (1218 ) 
[3] صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. 
[4] رواه مسلم. 
[5] "رواه أهل السّنن" 
[6] رواه الترمذي وحسنه الألباني. 
[7] وهو قول عكرمة والضحاك. 
[8] رواه أحمد وصححه الألباني 
[9]ابن القيم في كتابه: (زاد المعاد في هدي خير العباد ) ج1
تعليقات