هل تشعر أحيانًا أن أيام العمر تمضي مسرعة،
وتتساءل كيف يمكنك اغتنام الفرص الروحية العظيمة؟
هل تبحث عن نقطة تحول في حياتك،
فرصة للتقرب من الله ونيل الأجر العظيم؟
إذا كانت إجابتك نعم،
فاعلم أنك على موعد مع خير أيام الدنيا،
عشرة أيام مباركة خصها الله بفضائل لا تحصى،
وفتح فيها أبواب رحمته ومغفرته على مصراعيها.
إنها الأيام العشرة من ذي الحجة، فما أعظمها من أيام!
![]() |
أفضل أيام الدنيا. |
العشر من ذي الحجة هي الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة،
وشهر ذو الحجة آخر الأشهر المعلومات التي ذُكرت بقوله تعالى،
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ)،
وتُعَدّ من أعظم الأزمنة والأوقات؛
فقد فضّلها الله، وأَفردَها عن غيرها من الأوقات .
لماذا هي "خير أيام الدنيا"؟
فضائل عظيمة ومكانة فريدة.
تخيل أيامًا يكون العمل الصالح فيها أحب إلى الله من أي أيام أخرى في السنة!
هذا هو بالضبط ما تتميز به عشر ذي الحجة.
لقد أقسم الله بها في كتابه الكريم، وهذا وحده دليل على عظمتها.
قال تعالى في سورة الفجر:
﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾.
وأشار المفسرون إلى أن هذه الليالي العشر هي ليالي ذي الحجة.
وقد بيّن النبي صل الله عليه وسلم فضل هذه الأيام بقوله:
"ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر.
قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
(رواه البخاري).
هذا الحديث الشريف يرفع منزلة العمل الصالح في هذه الأيام فوق كثير من الأعمال الأخرى،
حتى الجهاد، إلا في أرفع صوره.
الله سبحانه وتعالى منح هذه الأيام مكانة خاصة لأنها تجمع فيها أمهات العبادات:
الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج.
ففيها يتوجه الحجاج إلى بيت الله الحرام لأداء الركن الأعظم،
وفيها يتقرب المسلمون في شتى بقاع الأرض إلى ربهم بأنواع من الطاعات.
إنها فرصة ذهبية لتعويض ما فات،
وزيادة في ميزان الحسنات.
أعمال وعبادات مستحبة فى العشر من ذى الحجه:
اغتنم كل لحظة!
كيف يمكننا إذًا أن نجني ثمار هذه الأيام المباركة؟
إليك أهم الأعمال والعبادات المستحبة التي ينبغي علينا الحرص عليها:
- الذكر بأنواعه: إنها أيام الذكر بامتياز، أكثر من التهليل (لا إله إلا الله)، والتكبير (الله أكبر)، والتحميد (الحمد لله).
- كان الصحابة رضوان الله عليهم يخرجون إلى الأسواق في هذه الأيام يكبّرون،
ويكبّر الناس بتكبيرهم.
- هذا الذكر ليس مجرد كلمات، بل هو تجديد للعهد مع الله، وتطهير للقلب، ورفع للدرجات.
- صيام يوم عرفة: هذا اليوم تحديدًا، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، له فضل عظيم لمن لم يكن حاجًا.
- قال النبي صل الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة: "يكفر السنة الماضية والباقية" (رواه مسلم).
إنها فرصة لا تعوض لتطهير صحيفتك.
- الأضحية: لمن استطاع، فإن ذبح الأضحية تقربًا لله تعالى في يوم النحر (العاشر من ذي الحجة) وأيام التشريق التي تليه، هو شعيرة عظيمة وثوابها كبير. إنها تعبير عن الشكر لله، وتوسعة على الأهل والفقراء.
- الحج: بطبيعة الحال، هذه الأيام هي موسم الحج الأكبر، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلًا، وهو فرصة لتكفير الذنوب والعودة كيوم ولدتك أمك.
- الأعمال الصالحة العامة: لا تقتصر العبادة على ما سبق، بل تشمل كل عمل صالح:
- الصدقة: تطهر المال وتنميه وتطفئ غضب الرب.
- تلاوة القرآن الكريم وتدبره: فكل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء.
- صلة الأرحام: تزيد في العمر والرزق.
- التوبة والاستغفار: إنها أيام العودة إلى الله وطلب المغفرة بصدق.
- بر الوالدين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدعاء بقلب خاشع.
متى تبدا الايام العشر من ذى الحجه ؟
العشر من ذى الحجه هى الايام العشر الاولى من شهر ذى الحجه وهى الايام التى يودى فيها المسلمون فريضه الحج فى كل عام،
قال الله تعالى،
لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ. [الحج:28]،
تبدأ الأشهر المعلومات ببداية أول يوم من شهر شوال،
وتنتهي مع نهاية اليوم العاشر من شهر ذي الحِجَّة .
ذي الحجة اي شهر؟
يعتبر شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر من ضمن شهور السنة الهجرية أو القمرية،
وهو ثاني الأشهر الحرم،
وسمي بذلك لأن فيه أعظم مناسبة إسلامية وهي موسم الحج،
كما ويعد ذي الحجة آخر الأشهر المعلومات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم،
وتبدأ هذه الأشهر المعلومات في الأول من شوال،
وتنتهي مع نهاية اليوم العاشر من شهر ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى المبارك،
كما ويعد اليوم التاسع من العشر الأوائل من ذي الحجة يوم عرفة،
والذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات.
كلمه عن عشر ذى الحجه .
من أسرار عظمة الايام العشر الاوائل من ذى الحجه،
أن في أيامه يوجد فيه يوم التروية وهو الثامن يوم من شهر ذي الحجة،
والذي تبدأ فيه أعمال الحج .
ويوجد أيضا فى العشر الاوائل من ذى الحجه يوم عرفة،
وهو من الأيام العظيمة المليئة بالرحمة والمغفرة والخير والثواب،
فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار .
وكذلك يوجد فى ليالى العشر من ذى الحجه "ليلة جَمع" وهي ليلة المبيت فى المُزدلفة،
والتي يبيت فيها حجاج بيت الله الحرام في الليلة العاشرة من ذي الحجة بعد افاضتهم من عرفة ويجمعون الحصى استعدادا لرمي الجمرات .
والذي يُعتبر أعظم أيام الدُنيا،
كما روي عن عبدالله بن قُرْط عن النبي،
صل الله عليه وسلم أنه قال :
إنّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر، ثم يوم القَرِّ.[1]
فضل العشر من ذى الحجه والعمل فيها .
فالأيام العشرمن ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة،
يضاعف العمل فيها، ويستحب فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه .
فالعمل الصالح في العشر الاوائل من ذى الحجه أفضل عند الله من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة.
فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»
يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ من ذى الحجه .
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟
قَالَ:
«وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ»[2]
فضل كل يوم من عشر ذى الحجه.
إن الله سبحانه وتعالى أقسم بعشر ذى الحجه ،
ولا يُقسم ربنا سبحانه وتعالى إلا بعظيم من المخلوقات أو الأوقات،
قال تعالى:
( وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) .[الفجر:2]
وهي عشر ذي الحجة كما قال أهل التفسير.
ومن فضائل عشر ذى الحجه أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها،
فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها .
وفي العشر الاوائل من ذى الحجه الصدقة لمن حال عليه الحول فيها،
وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي.
ومن فضائل الايام العشر الاولى من ذى الحجه انه فيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها،
وفيها الذكر والتلبية والدعاء واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها.
و فيها يوم عرفة وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وهو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عنها، والعتق من النار، والمباهاة بأهل الموقف،
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة».
وروى ابن حبان من حديث جابر رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«مَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ»
وفي رواية:
«إنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ, فَيَقُولُ يَا مَلَائِكَتِي, اُنْظُرُوا إلَى عِبَادِي, قَدْ أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ».
ومن فضائل عشر ذى الحجه أن فيها يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: «أفضل الأيام يوم النحر»[3]
وفي يوم النحر معظم أعمال الحج للحجاج من رمي الجمرة وحلق الرأس وذبح الهدي والطواف والسعي وصلاة العيد وذبح الأضحية .
نصائح عملية للاستفادة القصوى:
خطوتك نحو العظمة.
لتحقيق أقصى استفادة من هذه الأيام،
اجعل لك خطة عملية:
1. حدد أولوياتك: اختر بعض الأعمال التي تستطيع المواظبة عليها بانتظام (مثلاً: قراءة جزء من القرآن يوميًا، أو صيام يوم عرفة، أو مبلغ معين للصدقة).
2. استغل الأوقات المباركة: بعد الفجر، بين الأذان والإقامة، وعند الإفطار للصائم، وفي الثلث الأخير من الليل.
3. احرص على الذكر المضاعف: اجعل لسانك رطبًا بذكر الله في كل وقت وحين، في البيت، في العمل، في الطريق.
4. تجديد النية: جدد نيتك في كل عمل تقوم به، واجعلها خالصة لله تعالى.
5. اجعلها عادة: حاول أن تجعل بعض العادات الصالحة التي تبدأها في هذه الأيام تستمر معك بعد انتهائها.
الخاتمة: فرصة العمر بين يديك.
إن الأيام العشر من ذي الحجة هي فرصة عظيمة لا تقدر بثمن،
وهدية من الله لعباده المؤمنين. إنها دعوة للتجديد الروحي،
وزيادة في الأجر، وتكفير للذنوب، ورفع للدرجات.
لا تدع هذه الأيام الثمينة تمر دون أن تترك بصمتها في قلبك وميزان حسناتك.
اغتنم كل لحظة، واجتهد في الطاعات، وتزود بالخير، لتكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
فهل أنت مستعد لتكون من الفائزين في خير أيام الدنيا؟
============================================
[1] رواه أبو داود المراجع (+)
[2] أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
[3] [رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح]
[4] أخرجه مسلم،
[5] رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
[6]متفق عليه
[7] [رواه الترمذيّ والنسائي وسنده صحيح ].
[8] أخرجه البخاري ومسلم
[9] [ رواه مسلم ] ،
[10] صحيح الجامع (3870)
[11] [ صحيح الجامع (3518).
[12] [ رواه البخاري ]
[13] [رواه الطبراني وصححه الألباني ]
[14] [رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه ]
[15] [أخرجه الترمذي في الدعوات]
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع