المطاف هو الفناء المفروش بالرخام الأبيض الذي يحيط بالكعبة المشرفه، ويسمى الآن بالصحن،
ويطوف المسلمون فيه حول الكعبة المعظمة، وفيه الحركة متصلة آناء الليل والنهار، ما بين طائف وراكع وساجد.
وسمي بالمطاف نسبة إلى الطواف وهو الدوران حول الكعبة المشرفة.
وبناء على ذلك فإن هذا الفناء وهو المطاف وهو نفسه المسجد الحرام الذي يطوف المسلمون فيه حول الكعبة المعظمة وكذا يصلون فيه .
توسعة صحن الكعبة.
لقد كان صحن الكعبة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،
مجرد مساحة مخصصة للطواف حول الكعبة،
دون أن تكون محاطة بجدار أو حائط؛ وإنّما كانت محاطة بالبيوت، وكذلك ظلّ الحال في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه،
أمّا في عهد الخلفاء الراشدين من بعده؛ فقد تمت توسعة المطاف على النحو الآتي:
قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأول توسعة لصحن الكعبة؛
حيث اشترى عدداً من البيوت القريبة من المطاف،
وهدمها لزيادة المساحة، ثم أحاط كل ذلك بجدار قصير.
اتبع عثمان بن عفان رضي الله عنه نهج الفاروق؛
فاشترى عدداً أكبر من البيوت المحيطة وهدمها، ووسع الحرم؛ ثم اتخذ الأروقة وبنى المسجد.
ثم تتالت التوسعات من بعد ذلك، لتشمل كل العصور الإسلامية،
مع الإضافة والتجديد والابتكار؛ حتى وصلت مساحة المطاف إلى ما هي عليه الآن.
الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف.
كم تبلغ مساحة صحن الكعبة؟
وتبلغ مساحه صحن المطاف ما يزيد عن (80870) متراً مربعاً،
أي ما يكفي لوجود (40) ألف طائف بالساعة الواحدة.
كم مسافه الطواف حول الكعبه؟
ان طول الشوط الواحد للطائف المحاذي للكعبة تماماً سبعون متراً وذلك يعني ان اطوال الاشواط السبعة مجتمعة تبلغ نحو نصف كيلو متر اي 490 مترا،
وان كانت دورة الطائف حول الكعبة اكثر بعدا عنها بسبب الزحام فان طول الشوط يزداد شيئا فشيئا حتى يصل اذا ما حاذى الطائف الرواق الى نحو مائتي متر للشوط الواحد وباقي الحساب عليك!
فكيف لو ان الطائف طاف من الدور الثاني او من فوق سطح الحرم سبعة اشواط لاسيما في ايام الحج وبالذات صباح ومساء اليوم العاشر من ذي الحجة،
ما سبب برودة ارض الحرم؟
وعلى رغم قساوة "الطقس" في فصل الصيف إلا أن قاصدي بيت الله الحرام ينعمون ببرودة أقدامهم الحافية عند وطئها أرضيات الحرم الرخامية،
حتى ساد اعتقاد بينهم بوجود مواسير مياه باردة أسفل الرخام، أو أجهزة تبريد خاصة لأرضيات الحرم المكي الشريف.
وتعود برودة أرضيات المسجد الحرام في الأصل إلى نوعية الرخام المستخدم في الحرم المكي،
إذ يتم استيراده خصيصاً للحرمين الشريفين من جبال جزيرة تاسوس اليونانية ويسمى (رخام التاسوس) النادر،
يتميز بلونه الأبيض الكريستالي، ويعتبر من أنقى أنواع الأحجار الطبيعية وأكثرها صلابة، حيث يصل سمكه إلى خمسة سنتمترات.
خصائص رخام التاسوس.
ويعمل "رخام التاسوس"، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى الجزيرة التي يستخرج منها،
على عكس الضوء والحرارة كونه يمتص الرطوبة عبر مساماته الكبيرة خلال الليل،
وتخزينها في سماكته العالية ليقوم بإخراجها نهاراً، وهذا ما يجعله بارداً في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
هذه الخصائص الطبيعية جعلت الرخام التاسوس يتناسب لفرش أرضيات الحرمين الشريفين به وبخاصة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة.
وتوجيه رخام الحرم إلى اتجاه القبلة،
بجعل كل بلاطة من بلاطاته على اتجاه الكعبة مباشرة، مما يساعد المصليين في تولية وجوههم شطر الكعبة.
متى وضع بلاط الحرم؟
وفرش المسجد الحرام برخام التاسوس منذ 45 عاماً،
حينما أتم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود ما تبقى من عمارة وتوسعة المسجد الحرام عام 1396هـ،
وتوسعة المطاف عام 1398هـ في شكله الحالي،
وفرش أرضيته برخام التاسوس مما زاد من راحة المصلين والطائفين في الظهيرة.
وتقوم المملكة باستيراد الرخام على شكل قطع صخرية ضخمة،
وتتم معالجتها في مصانع سعودية خاصة وبإشراف كوادر فنية مؤهلة لقص تلك القطع إلى بلاطات بمقاسات معينة وبمعايير خاصة.
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع