الكعبه المشرفه: رحله بناء البيت الحرام على مر التاريخ.

لقد بُنيت الكعبة المشرفة عدة مرات عبر التاريخ،

وتتواصل عمليات البناء والتجديد عبر القرون مُنذ أيام ما قبل الإسلام،

 حيث شهدت الكعبة عمليات تجديد وبناء متكررة.

في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل،

 المراحل التاريخية المتعددة لبناء الكعبة،

انضم إلينا في رحلة استكشاف تاريخ بناء الكعبة المشرفة.

تاريخ بناء الكعبة.

مراحل بناء الكعبه المشرفه عبر العصور.

تشير الروايات إلى أن  الكعبة  قد بُنيت عدة مرات على مر العصور.

 و من أبرز من قام ببناء الكعبه المشرفه عبر التاريخ هم :

- الملائكة.

- النبي آدم عليه السلام.

 

- شيث بن آدم.

- النبيين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

 - العمالقة.

 - جرهم.

 

- قصى بن كلاب.

 

- قريش.

 

- عبد الله بن الزبير عام 65 هـ.

- الحجاج بن يوسف عام 74 هـ. 

- وفي عهد السلطان مراد الرابع عام 1040 هـ. 

الملائكة أول من قام ببناء الكعبة المشرفة.

قيل فى بعض الروايات القديمة  أن الملائكة هم،

 أول من وضعوا أساسات الكعبة المشرفة. 

ورد ذلك في الأثر الذي نقله النويري عن علي بن الحسين رضي الله عنهما حيث سُئل عن سبب الطواف حول الكعبة. 

فاستشهد بقول الله تعالى:

"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

وذكر علي بن الحسين أن الملائكة ظنوا أنهم أغضبوا الله بسؤالهم هذا،

 فطافوا حول عرشه تبارك وتعالى تكفيرًا عن فعلهم. 

ثم شاء الله أن يجعل لهم البيت المعمور في السماء،

•  فقد وضع الله تعالى تحت العرش البيتً المعمورً، وأمر الملائكة أن يطوفوا به. 

• كما أمر الملائكة السّاكنين في الأرض ببناء بيت على مثال هذا البيت المعمور،

 وهو ما عُرف باسم "الضَّرَّاح".

•  وأمر من في الأرض أن يطوفوا به كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور.

• وروي أن الملائكة بنوه قبل خلق آدم بألفي عام، فكانوا يحجونه، 

 فلما حجه آدم قالت له الملائكة: 

بر حًجك يا آدم،

 حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.

يَجدُر الإشارة إلى أن القول بأن الملائكة هم أول من بنى الكعبة هو قول مُختلف فيه بين العلماء.

بناء سيدنا آدم وولده شيث للكعبه.

يُقال إن نبى الله آدم عليه السلام،

 هو،

  أول من بنى الكعبة.

 وهذا قول منسوب إلى ابن عباس رضي الله عنه، حيث قال:

 "فكان أول من أسس البيت، وصلى فيه، وطاف به آدم عليه السلام، حتى بعث الله الطوفان". 

وهناك من يقول إن إبراهيم عليه السلام هو اول من بنى الكعبة. 

وجُمع بين الرأيين فقيل إنّ إبراهيم عليه السلام رفع القواعد التي أسّسها آدم عليه السلام.

طوفان سيدنا نوح.

عندما جاء طوفان سيدنا نوح لكي ينجيه الله و من معه في السفينة،

 و يغرق جميع الكفار على وجه الكرة الارضية،

 فقد جاء الطوفان على كل مكان مما ادى الى هدم الكعبة و ازال معالم البيت.

بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم.

يعتبر بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل،

 ثابتاً في القرآن والسنة، 

وهو الأكثر شهرة ومعرفة بين المسلمين. 

و في هذا الوقت،

 لم يكن سيدنا إبراهيم يعرف موضع معالم البيت،

 لكن الله أخبره به،

 وذلك وفقاً للآية القرآنية: 

"وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" 

(الحج: 26).

هذا وقد جاء في القرآن الكريم،

 ذكر قصة بناء الكعبة بواسطة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام، 

حيث قال تعالى: 

"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

(البقرة: 127-128).

رفع إبراهيم عليه السلام قواعد الكعبة،

 وكان ابنه إسماعيل يساعده في البناء بنقل الحجارة. 

شكل الكعبه الاصلى.

- بُنيت الكعبة على شكل مستطيل من الحجارة وبلغ ارتفاعها تقريباً تسعة أذرع.

- وكان لها بابان ولم يكن لها سقف.

- بعد ذلك، أتموا بناءها بوضع الحجر الأسود، 

الذي أنزله الله من الجنة بواسطة الوحي جبريل،

 وكان الحجر في ذلك الوقت أبيض اللون وتم وضعه في شمال الكعبة.

- ودعوا الله أن يتقبل منهم هذا البناء،

 وأن يتوافد إليه المسلمون من كل مكان،

 فاستجاب الله لدعائهم وعمّ الخير في هذا المكان.

رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.

( إبراهيم: 37 ).

 بناء الكعبة على يد العمالقة وجرهم.

وردت عدة روايات حول بناء الكعبة على يد العمالقة وجرهم.

 من هذه الروايات، ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه،

 حيث قال: 

"فمر عليه الدهر فانهدم فبنته العمالقة،

 ثم مر عليه الدهر فانهدم فبنته جرهم،

ثم مر عليه الدهر فبنته قريش".

إعادة بناء الكعبة من قبيلة قريش.

• قبل البعثة النبوية بخمس سنوات،

 عندما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعمر 35 عاماً.

•  قامت إحدى سيدات قريش بمحاولة لتبخير الكعبة.

 

لكنها أشعلت النيران فيها عن طريق الخطأ، 

مما أدى إلى احتراق كسوة الكعبة.

و تبع ذلك سيل عظيم دخل الكعبة وصدع جدرانها. 

• فزعت قريش من ذلك وقررت تجديد بناء الكعبة المشرفة.

• قررت قبيلة قريش إعادة بناء الكعبة بشرط أن يكون المال المستخدم في البناء من مال حلال، 

دون أي مال حرام.

•  لكن الأموال الطيبة لم تكن كافية لإكمال البناء، 

فاختصروا من جهة الحجر الأسود ستة أذرع وشبراً (حوالي 3.23 متر). 

وأداروا حول هذه المنطقة جداراً قصيراً ليطوف الناس من ورائه.

• أحدثت قريش بعض التغييرات في بناء الكعبة، 

فزادوا ارتفاعها إلى 18 ذراعاً (حوالي 9 أمتار) وسقفوها، 

حيث لم تكن الكعبه المشرفه مسقوفة من قبل.

 كما جعلوا لها ميزاباً من خشب وسدوا الباب الغربي،

 ورفعوا الباب الشرقي عن مستوى سطح الأرض حتى يدخل فيها من شاءوا ويمنعوا من أرادوا.

• شارك الرسول عليه الصلاة والسلام في بناء الكعبة، 

حيث كان يحمل معهم الحجارة. 

• وعندما انتهى البناء، وأرادوا وضع الحجر الأسود، 

وقع نزاع شديد بينهم، 

حيث أرادت كل قبيلة أن تحظى بشرف رفع ووضع الحجر الأسود في مكانه. 

• اتفقوا على أن يحكم بينهم أول من يدخل البيت. 

• وكان الداخل هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

•  فوضع الحجر على رداء وأمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف منه،

 فرفعوه معاً، ثم قام بوضعه في مكانه بنفسه.

 بناء الكعبة على يد عبد الله بن الزبير.

عندما حدثت الفتنة والصراع بين يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير بن العوام على الولاية،

 أرسل يزيد جيشاً لمحاصرة عبد الله بن الزبير. 

نتج عن هذا الحصار قذف الحجارة بالمنجنيق داخل المسجد الحرام،

 مما أدى إلى تضرر بعض أجزاء الكعبة.

بعد انتهاء الصراع، 

قرر عبد الله بن الزبير إعادة بناء الكعبة، 

ل شكل الكعبه الاصلى،

وفقاً لوصف النبي صلى الله عليه وسلم،

 والذي أخبر به عائشة رضي الله عنها عن رغبته في إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم بشكل صحيح.

 قال للناس إنه سمع من عائشة رضي الله عنها أنها قالت: 

قال رسول الله صل الله عليه وسلم.

"لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر، وليس عندي من النفقة ما يقوي على بنائه، لكنت أدخلت فيه من الحجر خمس أذرع، ولجعلت لها باباً يدخل الناس منه، وباباً يخرجون منه".

وبالفعل، قام عبد الله بن الزبير بتنفيذ هذا العمل،

 وأعاد بناء الكعبة بما يتوافق مع رغبة النبي صلى الله عليه وسلم.

 بناء الكعبة الحجاج بن يوسف الثقفي.

في عهد الخليفة الأموي، تمكن الحجاج بن يوسف الثقفي من التغلب على عبد الله بن الزبير.

 بلغ الحجاج الخليفة الأموي أن عبد الله بن الزبير قام بإجراء تعديلات على بناء الكعبة.

 لذلك طلب الخليفة الأموي من الحجاج إعادة بناء الكعبة إلى الوضع السابق، 

وقد نفذ الحجاج هذا الطلب.

اعادة بناء الكعبة من مراد خان العثماني.

خلال العصر العثماني، حصل طوفان كبير أدى إلى سقوط أجزاء من جدران الكعبة.

 بناءً على ذلك، قرر السلطان العثماني مراد خان إعادة بناء الكعبة.

 استغرق هذا المشروع أكثر من ستة أشهر حتى اكتماله.

التعديل في بناء الكعبة على يد الملك سعود.

في عصر الدولة السعودية، قام الملك سعود بإزالة سقف الكعبة وبناء سقف بديل له. 

كما قام أيضًا بترميم بعض أجزاء منها.

تغيير باب الكعبة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز.

في عهد الملك خالد بن عبد العزيز،

 تم إعادة بناء باب الكعبة بواسطة المهندس المصري منير الجندي.

 تم صنع هذا الباب من الذهب.

التجديد في عهد الملك فهد.

في عهد الملك فهد، تم تجديد بناء الكعبة بشكل كامل، ولكن من الداخل فقط.

وختاما،  يشير تاريخ بناء الكعبة رغم ما شهدته عبر التاريخ من تغييرات وترميمات،

 إلى عمق جذورها في الوجدان الإسلامي. 

فمنذ أن بناها إبراهيم الخليل عليه السلام، وهي تمثل رمزًا للتوحيد والاستقامة. 

وفي كل عصر، سعى حكام المسلمين إلى المحافظة عليها وتطويرها، حتى تظل شامخة تنير طريق الأمة.

اركان الكعبه واسمائها.

👈 تتألف اركان الكعبة المشرفة من أربعة أركان،

توجه نحو الاتجاهات الأربعة:

الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب.

👈 تتميز هذه الأركان بانحراف طفيف عن الاتجاهات الرئيسية،

وهي على النحو التالي:

✅ الركن الشرقى ويسمى ( الركن الاسود)،

✅ الركن الشمالى ويسمى ( الركن العراقى )،

✅ الركن الغربى ويسمى ( الركن الشامى )،

✅ الركن اليمانى ويُسمى ( بالركن الجنوبى ).

1.الرُكن الشرقي.

وهو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً،

و يُسمى بالركن الشرقي لكونه باتجاه المشرق تقريباً،

ويُسمَّى أيضاً بالركن الأسود،

لأن الحجر الأسود مُثَبَّتٌ فيه ومنه يبدأ الطواف حول الكعبة.

2.الرُكن العراقي.

وهو الركن الذي يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف،

ويُسمَّى بالركن الشمالي لمواجهته للشمال تقريباً،

وهو الركن الذي يكون على الجانب الشرقي من حِجْرِ إسماعيل،

ويُسمَّى أيضا بالركن العراقي لكونه باتجاه العراق.

3.الرُكن الغربي.

وهو الركن الذي يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف،

ويُسمَّى بالركن الغربي لمواجهته للمغرب تقريباً،

ويُسمَّى أيضاً بالركن الشامي لكونه باتجاه الشام،

وهو الرُكن الذي يكون على الجانب الغربي من حِجْرِ إسماعيل.

4.الرُكن اليماني.

وهو الركن الذي يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف،

ويُسمَّى بالركن الجنوبي لمواجهته للجنوب تقريباً،

ويُسمَّى أيضا الركن اليماني لكونه باتجاه اليمن.

تعديل المقال