تعرف على منافع وفوائد الحج الدينيه الروحيه والدونيويه.


للحجّ فوائد وأهميّة كبيرة لا تحويها أيّ عبادةٍ أخرى من العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده،

 وذلك لما للحج من مكانةٍ كبيرةٍ في الدّين الإسلامي، وفى نفوس المسلمين.

منافع الحج , أهمية الحج.
منافع الحج فى الدنيا والاخرة.

منافع الحج الدينيه.


    •  فحين يرتدي الحاجّ لباس الإحرام، ويتجنّب ما يُظهر الترف والتزيُّن، فإنّ معاني الخشوع، والخضوع، والتذلُّل لله سبحانه تظهر بذلك؛ لِينال رحمته، ومغفرته.


    • شُكْر الله تعالى على ما مَنّ به على عباده من النِّعَم التي لا تُحصى، ومِن أجلّها نعمتا الصحّة، والمال؛ فالحاجّ يُجهد نفسه، ويُنفق ماله؛ في سبيل تحقيق القُرب من الله سبحانه؛ ولهذا فإنّ شُكر الله واجبٌ على المسلم.[١]


    • أداء ما أوجبته الشريعة على المسلم من الأركان والفرائض التي يحبّها الله ويرضاها لعباده؛ فالحجّ رُكنٌ من أركان الإسلام،


 قال الرسول عليه الصلاة والسلام:


بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ.[٢][٣]


    • أداء أحبّ الأعمال إلى الله، كما ثبت في الصحيح عن الصحابيّ أبي هريرة رضي الله عنه:

سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟


 قالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ،


 قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟


 قالَ: جِهَادٌ في سَبيلِ اللَّهِ، 


قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟


 قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ.[٧][٨]


فوائد الحج الروحيه .


    • التدريب على مجاهدة النفس؛ ولذلك عدّ النبيّ عليه الصلاة والسلام الحجّ من الجهاد في سبيل الله، ويدلّ على ذلك ما ثبت في الصحيح من أنّه أجاب أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما سألته عن الجهاد في حَقّ المرأة،

نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَةُ.[٤][٣]


    • نَيْل الأجر العظيم على أداء الحجّ المَبرور المُؤدّى على الوجه المشروع؛ إذ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال:


سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.[٥][٣]


    • مغفرة جميع الذنوب والمعاصي، وإزالة ما عَلِق بالنفس منها؛ إذ أخرج الإمام مسلم في صحيحه أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال:

 
أما عَلِمْتَ أنَّ الإسْلامَ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟


 وأنَّ الهِجْرَةَ تَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَها؟


 وأنَّ الحَجَّ يَهْدِمُ ما كانَ قَبْلَهُ؟.[٩]


    • تربية النفس الإنسانيّة، وتهذيبها، وتجديد الإيمان فيها، وتجديد العهد مع الله سبحانه؛ بالتزام أوامره، والتوبة إليه من الذنوب والمعاصي.[٦]


فوائد الحج الاقتصاديه .


    • كما تتجلّى حكمة مشروعيّة الحجّ في كلّ مَنسكٍ يؤدّيه الحُجّاج؛ ففي الطريق إلى مكّة يُدرك الحاجّ معنى السَّفَر، وما يتخلّله من الصِّعاب والمتاعب؛ فتُروَّض النفسُ على تحمُّل المَشاقّ، والصبر عليها، ويتّسع الفِكْر والإدراك في الوصول إلى المُراد والغاية.


    • كما يُعلّم رُكن الإحرام من الميقات احترام الوقت، واستغلاله في الأمور النافعة، كما يكون في التزام البُعد عن مَحظورات الإحرام إظهارٌ لالتزام المسلم بأوامر ربّه، والقدرة على كَبح الشهوات بِما يتوافق مع مقاصد الشريعة وأوامرها.


    • ويكون في نَحْر الأضاحي رغبةٌ في تهذيب النفس الإنسانيّة، ووقايتها من البُخل والشُّح، كما يدرك المسلم حاجة أخيه المسلم، فتتوطّد العلاقة بين المسلمين؛ باستشعارهم حاجات بعضهم البعض، ثمّ تظهر رغبة الحاجّ في التخلُّص من كلّ الذنوب والخطايا من خلال التحلُّل.


    • كما ورد قوله عليه الصلاة والسلام: 

تابعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ فإنَّهما ينفيانِ الفقرَ والذنوبَ كما يَنفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذهبِ والفضةِ وليسَ للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ دونَ الجنةِ
.[١٠][٨]


فوائد وفضائل الحجّ الدنيويّة.


    • تبادل المعارف والخبرات بين المسلمين، بالإضافة إلى تحقيق المَودّة والرحمة فيما بينهم.[٣]


    • تعزيز العلاقات الاجتماعية بين المسلمين؛ إذ يتفقّدون أحوال بعضهم البعض، وتَرِقّ قلوبهم لبعضهم.[٦]


    • وحدة المسلمين في الحج الحج من النسك التي يجتمع فيها المسلمون،
فهو من أعظم المواسم بالنسبة للمسلمين، ومن المقاصد التي يحقّقها توحيد المسلمين؛ فهم يؤمنون بربٍّ واحد، ويخضعون له متبعين كتاباً واحداً، وشرعاً واحداً،


 فبالحج يتجرّد المسلم لربه من كلّ شرك أو إثم عالق بالنفس، معلناً التوحيد لله تعالى، وداعياً إلى الإسلام عملياً .[١٥]


    • وتجتمع قلوب المسلمين على الأُلفة والمَودّة حين اجتماعهم في مِنى أيّام التشريق؛ لاستكمال الذِّكر، والدعاء.


منافع الحج فى الدنيا والاخرة .


    • تدريب النفس على تحمُّل المَشاقّ والمصاعب؛ طاعةً وعبادةً لله تعالى، ولرسوله عليه الصلاة والسلام.[١٣]




    •  التلبية فيها إعلان العبوديّة لله سبحانه ، كما يدرك المسلمون أنّهم كالجسد الواحد حين يقف الحُجّاج في عرفة، فلا يختلفون عن بعضهم بناءً على اللون، أو العِرْق، أو الجاه، فتظهر بذلك معاني الأُخوّة الإنسانيّة.[١٤]


    • وحينما يفيض الحُجّاج من مُزدلفة، تتجلّى في تلك اللحظات مظاهر الامتثال الحقيقيّ لله،وتظهر قدرة النفس في التغلُّب على وساوس الشيطان حين رَمي الجمرات،ويُثبت الحاجّ أنّ الله أكبر من كلّ شيءٍ بالتكبير عند رَمي الجَمرات.


    • ويلتفّ المسلمون حول قِبلَتهم بطوافهم حول الكعبة، وبذلك فإنّ المجتمع الإسلاميّ يُحقّق ما أراده الله ورسوله؛ بأن يكون مجتمعاً تتجلّى فيه معاني الأُخوّة، والتراحُم، والوحدة، والتعاضُد.[١٤]


فضل الحج وثوابه .


    • الوحدة في الأصل الإنساني، دون النظر إلى الحدود الجغرافية الفاصلة بين الناس، حيث قال الله عز وجل:


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.[١٦]


    • تحقيق التعارف بين المسلمين؛ حيث يجتمع المسلمون من كافّة الأقطار، فيكون ذلك الاجتماع مَظنّة تسخير بعضهم لبعضٍ بما يُحقّق النَّفْع العامّ لهم، قال تعالى:


وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ*لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.[١٢][١١]


    • وحدة عقيدة المسلمين ودينهم دون تعدّد أو تناقض أو اختلاف،

 حيث قال الله تعالى:

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.[١٧]


    • وحدة المسلمين في الحج بالزمان والمكان،


 فقد قال الله تعالى: 

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ،
[١٨]

وقال أيضاً:

 جَعَلَ اللَّـهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ.[١٩]


    • وحدة المسلمين في شرائع الحج وشعائره من طواف، وسعي، ونداء، دون اختلاف أو تناقض.


    • وحدة الحجاج في هيئتهم وشكلهم ومظهرهم، فالحجاج يرتدون ذات الملابس عند إحرامهم للحج المتمثلة بالإزار والرداء الأبيض. وحدة الحجاج في النداء والتلبية،

 وذلك بقول:


لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.

*********************************

المصادر ( + )

[1]أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت : دار السلاسل ، صفحة 26، جزء 17. 
[2] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح.
[3] أ ب ت ث ج "من فوائد الحج"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتصرّف.
[4] رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2362، صحيح.
[5] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1521، صحيح.
[6] أ ب محمد شندي الراوي، "الحج فضائل وفوائد "، www.saaid.net، بتصرّف.
 [7] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1519، صحيح.
[8] أ ب مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الفقهية - الدرر السنية، صفحة 32، جزء 2. بتصرّف.
[9] رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 121، صحيح.
[10] رواه الإمام أحمد، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 5/244، إسناده صحيح.
[11] أ ب وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، سورية: دار الفكر، صفحة 2069-2070، جزء 3. بتصرّف. 
[12]سورة الحج، آية: 27-28.
[13] "حكمة مشروعية الحج من كتاب موسوعة الفقه الإسلامي "، www.al-eman.com، بتصرّف.
[14] أ ب النووي (1994)، كتاب الإيضاح في مناسك الحج والعمرة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 35-39، جزء 1. بتصرّف.
[15] "الحج ووحدة الأمة"، www.alukah.net، بتصرّف.
[16] سورة الحجرات، آية: 13.
[17
] سورة البقرة، آية: 285.
[18] سورة البقرة، آية: 197.
[19] سورة المائدة، آية: 97.
تعليقات