وينوى فى احرامه ويقول:
(لبيّك بحجٍّ وعمرة) او يقول "لبيك حجًّا وعمرة".
تعرف على اعمال
حج القران وصورة . |
ومناسك حج القران لا تختلف كثيرًا عن مناسك حج الإفراد والتمتع،
حيث ينوي الحاج أداء الحج والعمرة مقترنين معًا.
صُوَرُ حج القِرانِ .
لحج القِرانِ ثَلاثُ صُوَرٍ
الصورةُ الأولى من حج القران .
أن يُحْرِمَ بالعُمْرَةِ والحَجِّ معًا، فيَجْمَع بينهما في إحرامِه،
فيقول: لبَّيْكَ عُمْرَةً وحجًّا،
أو لبَّيْك حجًّا وعُمْرَةً .[1]
فعن النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم جاءه جبريلُ عليه السلام وقال:
صَلِّ في هذا الوادي المُبارَكِ،
وقل: عُمْرَةً في حَجَّةٍ،
أو قال: عُمْرَةً وحَجَّةً .[2]
و عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت:
((فمِنَّا مَن أهَلَّ بعُمْرَةٍ، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجة، ومِنَّا مَن أهَلَّ بحَجٍّ وعُمْرَةٍ)) .[3]
الصُّورة الثَّانيةُ من حج القران .
إدخالُ الحَجِّ على العُمْرَةِ اى أن يُحْرِمَ الحاج بالعُمْرَةِ، ثم يُدخِلَ عليها الحَجَّ.
فعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت:
خَرَجْنا مع النبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم لا نذْكُرُ إلا الحَجَّ،
فلمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ.
فدخل عليَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم وأنا أبكي .
فقال: ما يُبْكِيكِ؟
قُلْتُ: لوَدِدْتُ واللهِ أنِّي لم أحُجَّ العامَ.
قال: لعَلَّكِ نَفِسْتِ؟
قُلْتُ: نعم.
قال: فإنَّ ذلكِ شَيءٌ كَتَبَه اللهُ على بناتِ آدَمَ،
فافْعَلِي ما يفْعَلُ الحاجُّ غيرَ أن لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُري.[4]
و النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم جوَّز لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها إدخالَ الحَجِّ على العُمْرَةِ .[5]
الصورة الثَّالِثة من حج القران .
إدخالُ العُمْرَةِ على الحَجِّ.
اختلف أَهْلُ العِلْم في حُكْمِ إدخالِ العُمْرَةِ على الحَجِّ، وذلك بأنْ يُحْرِمَ بالحَجِّ مُفْرِدًا، ثمَّ يُدْخِلَ عليها العُمْرَةَ ليكون قارنًا، وهناك قولينِ.
- القول الأوّل: لا يصِحُّ إدخالُ العُمْرَةِ على الحَجِّ، فإن فعل لم يَلْزَمْه، ويتمادى على حَجِّه مفرِدًا، وهذا مَذْهَبُ الجُمْهورِ.
فعن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهما:
أنَّه حَجَّ مع رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم عام ساقَ الهَدْيَ معه،
وقد أهلُّوا بالحَجِّ مُفْرَدًا،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم:
أحِلُّوا من إحرامِكم، فطوفوا بالبَيتِ وبَينَ الصَّفا والمروةِ، وقَصِّروا، وأقيموا حَلالا،
حتى إذا كان يومُ التَّرويةِ فأَهِلُّوا بالحَجِّ، واجعلوا التي قَدَّمْتُم بها مُتعةً[6] .
لأنَّ العُمْرَة أضعَفُ من الحَجِّ، فلم يَجُزْ أن تُزاحِمَ ما هو أقوى منها بالدُّخولِ عليها، وجاز للحَجِّ مُزاحَمَتُها؛ لأنَّه أقوى منها[7] .
- القول الثاني: يجوزُ إدخالُ العُمْرَةِ على الحَجِّ، ويكون قارنًا، وهذا مَذْهَبُ الحَنَفيَّةِ [8]
صفه حج القارِن .
القِران هو نية الحج و العمرة معاً،
(أي يحرم للحج و العمرة معاً)،
من الميقات ثم يؤدي مناسك العمرة ،
ويبقى الحاج مُحرماً في مكة حتى الثامن من ذي الحجة موعد الحج فيؤدي مناسكه ثم يتحلل من إحرامه.
كيف يكون حج القران؟
الإحرام للقارن .
الإحرام هو ان ينوى الحاج الدخول فى اعمال ومناسك الحج القارن،
والاحرام هو عمل قلبى فيُحرم،
ولا حرج ان يقول في إحرامه "لبيك حجًّا وعمرة" ،
ويكون الاحرام من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان.
فإذا أراد الحاج أن يُحرم يُستحب له أن:
يقص شعره أو يحلقه.
يقص أظفاره ويزيل عانته.
يغتسل ويتوضأ.
يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل.
ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة.
ثم ينوي الحج بالقلب ولا بأس أن يقول بلسانه .
ثم يبدا مناسك الحج بالتلبيه بأن يقول :
(لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
دخول الحاج القارن مكة المكرمه .
اللهم ان هذا حرمك و أمنك فحرمني على النار وأمني من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك .
وبعد دخول مكة يقول:
اللهم ان هذا البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك متبعاً لأمرك،
أسألك مسألة المضطر إليك المشفق من عذابك أن تستقبلني بعفوك وأن تتجاوز عني برحمتك وأن تدخلني جنتك.
ثم يُصلي على النبي المصطفى،
(صلى الله عليه وسلم).
يدخل الحاج برجله اليُمنى و يصلي على النبي،
دخول الحاج القارن المسجد الحرام بمكه المكرمه .
(صلى الله عليه وسلم) ويقول:
(اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك)،
اللهم ان هذا حرمك وموضع أمنك فحرم لحمي وبشري ودمي ومخي وعظامي على النار.
وحين مشاهدة الكعبة يُهلل ويُكبر لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاث مرات ويرفع يديه ويدعو،
فإن الدعاء عند رؤية الكعبة مجاب .
(اللهم اجعلني مجاب الدعوة في الخير)،
أعوذ برب البيت من الدين والفقر ومن ضيق الصدر وعذاب القبر،
اللهم إني أسألك أن تغفر لي وترحمني وتفك رقبتي من النار.
أو يدعو بما يحتاج من الله تعالى ويُصلي على النبي،
أو يدعو بما يحتاج من الله تعالى ويُصلي على النبي،
(صلى الله عليه وسلم).
ويقول:
ويقول:
اللهم زِد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة،
وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبرا،
اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام.
طواف الحاج القارن طواف القدوم .
فإذا وصلَ الحاج إلى ببيتِ الله الحرام طاف بالبيت طواف القدوم،
يبدأ الحاج الطواف من عند الحجر الأسود فيستلم الحجر ويُقبّله في كلّ شوط إن أمكن،
فإن لم يستطع أن يُقبّل الحجرَ فإنّه يلمسه بِيَده ثمّ يُقبّل يدة ،
فإن عجز عن ذلك ،
أشارَ إلى الحجر الأسود بِيَده ويطوف حول البيت سبعة أشواط ويضطبع فيها ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى .
والاضطباع : أن يُدخل الحاج رداءه الذي يلبسه تحت كتفه الأيمن،
فيلقيه على عاتقه الأيسر،
وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة.
اما الرمل :
فهو الهرولة اى الاسراع فى المشى،
والرمل سنة من سنن الطواف و يُسن في الأشواط الثلاثة الأولى،
وهذة السنه خاصة بالرجال فقط دون النساء.
و القارن بين الحج والعمرة لا يلزمه إلا طواف واحد وسعي واحد، كالحاج المُفرد، والطواف اللازم في حقه هو طواف الإفاضة وأما طواف القدوم فهو سُنة.
فعن جابرِ بنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما قال:
((لم يَطُفِ النبيُّ صلَّى الله عليه وسَلَّم ولا أصحابُه بين الصَّفا والمروةِ إلَّا طَوافًا واحِدًا)).[9]
وعن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت:
((وأمَّا الذين جمَعوا الحَجّ والعُمْرَة فإنَّما طافوا طوافًا واحدًا)).[10]
سعى الحاج القارن بين الصفا والمروة .
بعد انتهاء طواف القدوم يتوجّه الحاج إلى المَسعى ليسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ويكون ذهابه شوطاً وإيابه شوطاً .
والسعي له أن يأتي به بعد طواف القدوم أو يؤخره ليكون بعد طواف الإفاضة،
ويكون هذا السَّعي هو سَعي الحجّ ويبقى بعد السَّعي في مكّة المُكرَّمة على إحرامه إلى اليوم الثامن من ذي الحجّة وهو يوم التروية .
اعمال يوم الترويه للحاج القارن .
وفي يوم الترويه وهو يوم الثامن من ذى الحجه يتوجّه الحاج قبل زوال الشمس إلى مشعر مِنى حتى يبيتَ فيها ليلة التاسع من ذي الحجّة ،
اتِّباعاً لسُنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويُصلّي فيها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر اليوم التاسع من ذي الحجّة وهو يوم عرفة.
اعمال يوم عرفه للحاج القارن .
ثمَّ في صبيحة اليوم التاسع يخرج الحاج من منًى إلى عرفة، وفي عرفة يصلي الظهر والعصر جمع تقديم ،
ثمَّ يقف على عرفات داعيًا ذاكرًا ملبيًا حتَّى غروب شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
وبعد أن تغرب شمس يوم عرفة، يتَّجه الحاج إلى مُزدلفة ويُصلِّي فيها صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير،
ويبيت الحاج في مُزدلفة حتَّى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة ويُصلى الفجر والصبح فى المشعر الحرام ويدعو فيها اقتداءا بسنه النبى صلى الله عليه وسلم .
يوم النحر اول ايام عيد الاضحى فى حج القارن .
ويذبح هديَ القران ويحلق شعر رأسه أو يقصر شعره فقط وبهذه الأعمال يكون تحلَّل التحلُّلَ الأصغر.
ثمَّ يتوجَّه الحاج إلى مكة ويطوف بالبيت الحرام طواف الإفاضة ويسعى بين الصفا والمروة إذا لم يكن الحاج قد سعى بعد طواف القدوم .
وبعد هذه الأعمال يكون الحاج قد تحلَّل تمامًا،
وبعد أن يتحلَّل الحاج في يوم العاشر يتوجَّه إلى مِنى ويبيت فيها ويرمي الجمار ويبيت في مِنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.
ويرمي في هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد زوال شمس كلِّ يوم من هذه الأيام الثلاثة .
ثمَّ بعد انتهاء أيام التشريق الثلاثة، يطوف الحاج طواف الوداع وبهذا يكون قد انتهت أعمال حج القران .
هل يجب على الحاج القارِنِ الهَدْيِ ؟
يجِبُ الهَدْيُ على الحاج القارِن إذا لم يَكُنْ مِن حاضِرِي المسجِدِ الحرامِ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهِيَّةِ الأربَعَةِ: الحَنَفيَّة والمالِكِيَّة ،والشَّافِعِيَّة والحَنابِلَة.[11]
قال تعالى:
فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
[البقرة: 196].
----------------------------------------------------------------------
المصادر (+)
[1] (15) الأفضل أن يُقَدِّمَ العُمْرَةَ في التَّلْبِيَةِ؛ فيقول:
(لبَّيْكَ عُمْرَةً وحجًّا)؛ لأنَّ تلبيةَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسَلَّم هكذا، ولأنَّها
سابقةٌ على الحَجِّ. ((المجموع)) للنووي (7/171).
[2] (16) رواه البخاري (1534).
[3] رواه البخاري (4408) واللفظ له، ومسلم (1211).
[4] رواه البخاري
(305) واللفظ له، ومسلم (1211).
[5] ((زاد المعاد)) لابن القَيِّمِ (2/163).
[٦]رواه البخاري (1568)، ومسلم (1216) واللفظ
له.
[7] (43) ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/38).
[8] (44) يصِحُّ عند الحَنَفيَّة إدخالُ العُمْرَة
على الحَجِّ، ويكون قارنًا بذلك، لكنَّه أخطأ السنَّة، فالسُّنَّة هي الإحرامُ بهما
معًا، أو إدخالُ الحَجِّ على العُمْرَة. ((العناية شرح الهداية)) للبابرتي (3/120)،
ويُنظر: ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (3/120).
[9] رواه مسلم (1215)
[10] رواه البخاري (1556) واللفظ له، ومسلم
(1211).
[11] قال الشيرازي: (ويجب على القارِنِ دمٌ؛ لأنَّه رُوِيَ ذلك
عن ابنِ مَسعودٍ وابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما) ((المهذب)) (1/ 371). وقال ابنُ
عبدِ البرِّ: (يتَّفِقان ]أي التمتُّع والقِران[ عند أكثَرِ العلماء في الهدي) ((الاستذكار))
(4/ 93). وقال الشِّنْقيطيُّ: (أجمع من يُعتَدُّ به من أَهْل العِلْم أنَّ القارِنَ
يلزَمُه ما يلزم المتمَتِّعَ من الهدي، والصَّوْم عند العجْزِ عن الهَدْيِ، وهذا مذهَبُ
عامَّة العلماء؛ منهم الأئمة الأربعة، إلَّا من شذ شذوذًا لا عِبْرَة به، وليس كلُّ
خلافٍ جاء معتبرًا إلا خلافًا له وَجْهٌ من النَّظر) ((أضواء البيان)) (5/128) باختصار.
وممَّن خالف في ذلك ابنُ حَزْم، فقال: (ولا هَدْيَ على القارنِ- مَكِّيًّا كان أو غيرَ
مَكِّيٍّ- حاشا الهديَ الَّذي كان معه عندَ إحرامِه). ((المحلى)) (5/113). ووصَفَ ابنُ
حَجَرٍ قولَه بالشُّذوذِ. يُنْظَر: ((فتح الباري)) لابن حجر (4/7).
[12] الدرر السنيه
اترك تعليقك اذا كان لديك اى تساؤل عن الموضوع