ما هو يوم الترويه ولماذا سمى بهذا الاسم ؟

 

المقصود بيوم التروية.

يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحِجّة، و هو يوم مُبارك من الايام العشر لذى الحجه،

ففى يوم الترويه يبدا الحاج اول ايام الحج حيث يتوجّه فيه حُجّاج بيت الله الحرام إلى مشعر مِنى.

 حيث يُحرِم الحاجّ المتمتّع إحراماً جديداً، أمّا الحاجّ المُفرد والحاجّ القارن فهما على إحرامهما الأوّل.

لماذا سمي يوم التروية بيوم التروية,ما معنى يوم التروية.
فضل يوم التروية.


و كلمه تروية فى اللغةً من (رَوِيَ)؛


 وتعنى الشُّرب التام إلى حين ذهاب العَطش،


 والشُّرب حتى الشَّبَع، واستسقاء الماء، والتزوُّد بالماء،[١] 


ويوم الترويه من أيّام الحجّ، وله اسمٌ آخر؛ 


وهو يوم النقلة، أمّا تسميته بيوم النقلة؛


 فذلك لأنّ الحُجّاج يرتحلون؛ أي ينتقلون فيه من مكّة إلى مِنى.[٢]


لماذا سمى يوم الترويه بهذا الاسم ؟


    • سُمِّي يوم التروية بهذا الاسم؛ لأن الحُجاج كانوا يترَوَّون فيه بالماء استعداداً ليوم عرفة.[3]


    • قال الأعمش: "إنّما سُمِّي يوم التروية؛ لأنّ النّاس كانوا يترَوَّونَ فيهِ الماءَ إلى عرفاتٍ، ولم يكُن بها ماء".[4]


    • وقيل: لأن إبراهيم عليه السلام تمهّل ليعلم الرؤيا التي رآها في ذبح ابنه هل هي حُل.[5]


    • وقال الجوهري: سُمِّي يوم التروية، لأنهم كانوا يرتَوون فيه من الماء لما بعده،[6] 

    • كما يُسمى يوم التروية بيوم النُّقلة؛ لأن الحُجّاج ينتقلون فيه من مكة فيذهبونَ إلى مِنى.[7]



اعمال ما قبل يوم الترويه للحاج.


 يُحرم الحاج المتمتع من الميقات قائلاً:

 لبيك عمرة.

ثم يطوف.. ثم يسعى.. ثم يحلق رأسه وهو الأفضل أو يقصر.. ثم يحل من إحرامه.. ثم يلبس ثيابه.


 يحرم الحاج القارن من الميقات، قائلاً:

 لبيك عمرة وحجاً.


ثم يطوف القادم من خارج مكة طواف القدوم.. 




ولا يحلق رأسه ولا يحل..


 بل يبقى على إحرامه إلى أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر.


 يحرم الحاج المُفرد من الميقات، قائلاً: 

لبيك حجاً.


ثم يطوف القادم من خارج مكة طواف القدوم.. 


ثم يسعى بين الصفا والمروة، 


ولا يحل من إحرامه حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر.


وطواف القدوم سنة للمفرد والقارن،


 ويجوز لهما تأخير السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة بعد عرفة.



اعمال يوم الترويه .


ماذا يفعل الحاج يوم الترويه؟


يُستحَبّ للحاجّ أن يقوم ببعض الأعمال في يوم التروية، أهمّها ما يأتي:

    •  يُستحَبّ للحاجّ المُتمتع أن يُحرم بالحجّ من مسكنه في ضُحى يوم التروية، وكذلك الأمر لِمن أراد أداء فريضة الحجّ من أهل مكّة المكرّمة،


 فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:


 أمرنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمّا أحلَلْنا أن نُحرمَ إذا توجَّهنا إلى مِنى، قال: فأهلَلْنا من الأبطحِ،


 أمّا الحاجّ القارن والحاجّ المفرد اللذان لم يتحلّلا من الإحرام فيبقيان على إحرامهما.


    •  الاغتسال، والتطيّب، وقيام الحاجّ بما قام به من أعمال عند إحرامه من الميقات. 

    • عقد النيّة بالقلب، وترديد التلبية بقول: (لبَّيْكَ حجّاً).
 
    • وإن كان الحاجّ خائفاً من عائقٍ يمنعه من إتمام مناسك الحجّ، فإنّه يقول: 
(فإن حبَسَني حابس، فمحِلّي حيث حبَسْتني


 وإذا كان الحاجّ يحجّ عن غيره ينوي بقلبه، ثمّ يقول:


 (لبَّيْكَ حجّاً عن فلانٍ، أو عن فلانة)،


 ثمّ يستمرّ في التلبية قائلاً: 


لبَّيْكَ اللَّهم لبَّيْكَ، لبَّيْكَ لا شريك لك لبَّيْكَ، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.


    •  يُستحَبّ للحاجّ أن يتوجّه إلى مِنى قبل وقت الزوال، 

    • ويُكثر من التلبية؛ للحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه،عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
 
فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهِلُّوا بالحجِّ،

 وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ،

 فصلَّى به الظهرَ، والعصرَ، والمغربَ، والعشاءَ، والفجرَ،

 ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمسُ،


 وفي الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنه، 


عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:


 كانَ يصلِّي الصَّلواتِ الخمسَ بمنى،


 ثمَّ يخبرُهُم أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ يفعَلُ ذلِكَ.


 يُصلّي الحاجّ بمِنى صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وفجر يوم عرفة قصراً دون جمع،


 إلا المغرب والفجر، فتُصلَّيان دون قصر،


 فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:


 صلّيت مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِنًى رَكعتينِ،


 وأبي بكرٍ وعُمَرَ، ومعَ عُثمانَ صَدْراً مِن إمارَتِهِ، ثمّ أتَمَّها.

    •  يُستحَبّ للحاجّ أن يبيت بمِنى ليلة عرفة؛ 

وذلك لما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،


 من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث قال:


فلمّا كان يومُ الترويةِ توجَّهوا إلى مِنى، فأهلُّوا بالحجِّ،


 وركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصلَّى به الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ والفجرَ،


 ثمّ مكث قليلاً حتى طلعتِ الشمس، 

    • وعند طلوع الشمس يسير الحُجّاج من مِنى إلى عرفات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: 

كانَ يُهِلُّ منَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليهِ، ويُكَبِّرُ منَّا المُكَبِّرُ، فلا يُنْكِرْ عليهِ.


اعمال يوم الترويه لغير الحاج .


في يوم التروية الكثير من الأعمال يستحب القيام بها لغير الحاج القيام بما يلي:


يستحب الصيام لغير الحجاج لأنه من العشر الأوائل من ذو الحجة،


الإكثار من التسبيح والتحميد ؛ الإكثار من الأعمال الصالحة.



أخطاء يقع فيها الحُجّاج يوم التروية .


يقع بعض الحُجّاج في عدد من الأخطاء في يوم التروية، ومنها ما يأتي:[8]

    •  الاعتقاد أنّ الإحرام يلزم أن يكون من المسجد الحرام؛

 في حين أنّ الحاجّ يُمكنه أن يُحرمَ من موضعه في مِنى دون العودة.


    •  الاعتقاد أنّ ثياب إحرام الحجّ يجب أن تختلف عن ثياب إحرام العمرة التي أحرم فيها سابقاً،

 وهو اعتقادٌ خاطئ؛ إذ يمكن الإحرام للحَجّ بثياب إحرام العمرة نفسها.


    •  اضطباع الحاجّ من يوم التروية وحتى نهاية الحجّ، وهذا أمرٌ خاطئ؛ 

فالمشروع في الاضطباع أن يكون فقط عند أداء طواف القدوم، أو طواف العمرة. 


    • الجمع بين الصلوات في مِنى دون عُذر،
 
وهذا أمرٌ خاطئ، إذ إنّ الحاجّ يَقصُرُ الصلاة فقط،


 وقد يترك بعض الحُجّاج قَصْر الصلاة في مِنى، وهذا خطأ أيضاً.




فضل يوم التروية .


يوم التروية أحد الأيّام الفضيلة؛ 


فهو من أيّام العَشر من ذي الحجّة، 


والتي أقسمَ الله سبحانه وتعالى بها في القرآن الكريم؛ لفَضلها، وعَظمتها؛ فقال:


 (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ[9] 


وهو من الأيّام التي يكثر فيها ذِكر الله تعالى، 


ويشمل ذِكر الله تعالى التكبيرَ، والتهليلَ، والتحميدَ، والتسبيحَ،


 كما أنّ العمل الصالح في هذه الأيّام أفضل أجراً من الجهاد في سبيل الله تعالى؛


 قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:


 ما مِن أيَّامٍ العمَلُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللَّهِ مِن هذهِ الأيَّامِ العَشر،


 فقالوا يا رسولَ اللَّهِ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ 


فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ،


 إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ،[10][11]




فضل يوم الترويه لغير الحاج .


ويستحب لغير الحجاج الصيام في يوم التروية لأنها من العشر الأوائل من ذي الحجة التي يفضل فيها الإكثار من الأعمال الصالحة،


 ويكره للحجاج صيام يوم عرفة حتى لا يُرهق فتشق عليه أداء المناسك.



دعاء يوم الترويه.


يوم التروية من أفضل الأيام للدعاء، ومن أحب الأدعية في ذلك اليوم:

    • ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا.

    • أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

    • اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني.

    • أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير.

    • اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي.

    • اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح.

    • اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي.

    • اللهم إني أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وبأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى أن تفرج عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه.

    • اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب على توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً.

    • اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير.


دعاء يوم الترويه لغير الحاج.


اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.


اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً، 


وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، 


فاغفر لي مغفرة من عندك،


 وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحاً لا أنكثها أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً.

**********************************

المصادر ( + )

[١]"تعريف و معنى يوم التروية في معجم المعاني الجامع "، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
[2]مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية - الدرر السنية، صفحة 216، جزء 2. بتصرّف.
[3] شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي (1995)، الشرح الكبير (المطبوع مع المقنع والإنصاف) (الطبعة الأولى)، القاهرة: هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 148-149، جزء 9. بتصرّف.
[4] محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي (1414هـ)، أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه (الطبعة الثانية)، بيروت: دار خضر، صفحة 157، جزء 3. بتصرّف.
[5]شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (2013)، فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (الطبعة الأولى)، دبي: جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، صفحة 284، جزء 3.
[6] مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (1969)، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة الأولى)، مكتبة الحلواني، صفحة 13، جزء 3. بتصرّف.
[7] مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف، الموسوعة الفقهية، موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net، صفحة 216، جزء 2. بتصرّف.
[8] "أخطاء في يوم التروية"، www.islamweb.net، 3-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
[9] سورة الفجر، آية: 1-2.
[10] رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
[11] يحيى بن موسى الزهراني، "فضائل العشر من ذي الحجة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-5-2020. بتصرّف.
المقصود بيوم التروية وسبب التسمية.

تعليقات