من هو اول من حج بيت الله الحرام و متى فُرض الحج فى الاسلام ؟

 

الحج من أهم الركائز الأساسية في الإسلام،

وهو فريضة كبيرة يجب على المسلمين القادرين عليها أداؤها مرة في العمر على الأقل.

فمتى فُرض الحج فى الاسلام؟

متى فرض الحج فى الاسلام ؟
متى فرض الحج فى الاسلام ؟


كيف بدأ الحج أول مرة؟


الحج شعيرة دينية موجودة من قبل الإسلام،


ترجع إلى عهد بناء البيت الذي جعله الله أول بيت وضع للناس،



 والذي رفع قواعدَه أبو الأنبياء نبى الله إبراهيم عليه السلام .


وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا،

 وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ،

 وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً،


 وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق.

 (سورة الحج).



فكان الناس يؤدونها أيام النبي إبراهيم عليه السلام ومن بعده،



 لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها،


 وذلك حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية.


وجاء الإسلام وما يزال الحجُّ تُمارس فيه شعائره القديمة،


 وكان النبي  صلّى الله عليه وسلم  يشهد موسم الحج كعادة العرب .


حيث يلتقي المسلمون من جميع أنحاء العالم في مكة المكرمة،



لأداء هذه الفريضة العظيمة والتي تعد أحد أعمدة الإسلام الخمسة.


تعريف الحج في الإسلام .


يمكنُ تعريف الحج في الإسلام على أنَّه أحد أركان الإسلام الخمسة التي بُنيَ عليها هذا الدين.



وقد وردَ هذا في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي يقول فيه :


بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ .


والحجُّ في الإسلام هو أن يقصد الحاجّ بيت الله الحرام في أشهر وأيّام معلومة،


 ليقومَ بأعمال مخصّصة، 


والحج عبادة فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين القادرين على تأديتها.


قال تعالى في محكم التنزيل:



 وللهِ عَلى النَّاسِ حجُّ البيتِ مَنِ استطَاعَ إليهِ سبيلًا *

 ومنْ كَفَرَ فإنَّ الله غنيٌّ عن العالمين،


فمن استطاع فعليه حجُّ البيت وأداء مناسك الحج،



 زُلفًى وتقرُّبًا من الله تعالى، 



ومن لم يستطع فلا حرج عليه .


متى فرض الحج على المسلمين ؟


اختلف العلماء في السنة التي فرض فيها الحج ، فقيل في سنة خمس،


وقيل : في سنة ست،



وقيل : في سنة تسع،


وقيل : في سنة عشر،


وأقربها إلى الصواب أن فرض الحج كان في السنة التاسعة،

 

ولم يفرضه الله تعالى قبل ذلك؛ والله أعلم .



لأن فرضه قبل ذلك ينافي الحكمة .




وذلك لان قريشاً منعت الرسول صلّى الله عليه وسلّم من العمرة فمن الممكن والمتوقع أن

 تمنعه من الحج،


 ومكة قبل الفتح بلاد كفر.



ولكن تحررت من الكفر بعد الفتح، وصار إيجاب الحج على الناس موافقاً للحكمة.

 



والدليل على أن الحج فُرض في السنة التاسعة :


 أن آية وجوب الحج في صدر سورة آل عمران وهي قوله تعالى :


 وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا آل عمران/97 .


 وصدر  ان هذه السورة نزلت عام الوفود فى السنه التاسعه .


فإن قيل:

 لماذا لم يحج النبي صلّى الله عليه وسلّم في التاسعة، وأنتم تقولون إنه واجب على الفور؟


فالجواب: لم يحج صلّى الله عليه وسلّم لأسباب:


السبب الأول:

 كثرة الوفود عليه في تلك السنة .


 ولهذا تسمى السنة التاسعة عام الوفود،


 ولا شك أن استقبال المسلمين الذين جاؤوا إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم ليتفقهوا في دينهم أمر مهم،


 بل قد نقول: إنه واجب على الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ ليبلغ الناس.


السبب الثاني:


أنه في السنة التاسعة من المتوقع أن يحج المشركون،


 كما وقع فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يؤخر من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط، وهذا هو الذي وقع .



فإنه أَذَّن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان متفق عليه .



وحيث كان الناس في الأول يطوفون عراة بالبيت إلا من وجد ثوباً من قريش،


 فإنه يستعيره ويطوف به،


 أما من كان من غير قريش فلا يمكن أن يطوفوا بثيابهم بل يطوفون عراة .


وقد بيّن ابن عثيمين أنّ الحجّ فُرِض في العام التاسع من الهجرة؛


 لأنّ مكّة كانت قبل ذلك تحت ولاية المشركين .


وعندما فتح المسلمون مكّة في العام الثامن،


 مكثوا في مكّة شهر رمضان وأوائل شهر شوّال،


 ثمّ خرجوا لقتال ثقيف .


وانتهى القتال في شهر ذي القعدة،


 فلم يُفرَض الحجّ إلّا في السنة التاسعة من الهجرة .


وقد استدلّ من قال بهذا القول بأنّ آية وجوب الحجّ في القرآن الكريم نزلت في عام الوفود؛


 أي في العام التاسع من الهجرة،


وهي قوله تعالى :

 وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا.




شروط الحج.


شروط الحج ما يلي:


الإسلام.. والعقل.. والبلوغ.. والحرية.. والاستطاعة.


وتختص المرأة بشرطين وهما:


 وجود المَحرَم أو الزوج


وألا تكون معتدَّة من طلاق ووفاةٍ.


حكم الحج.


الحج هو الركن الخامس من اركان الاسلام وهو واجب على كل مسلم عاقل حر مُستطيع .


و الأصل في حكم الحجّ هو الوجوب في الكتاب، والسّنة، والإجماع .


ملخص أعمال الحج.


تبدأ أعمال شعيرة الحج اعتباراً من ضُحى يوم التروية، 


أيام الحج بالترتيب.


يوم الثامن من شهر ذي الحجة،


وهو  أول أيام الحج، وفيه يحرم المسلم بالحج من مكانه، 


فيغتسل ويتطيب ويلبس ثياب الإحرام ويقول:


 لبَّيْك حجاً، لبيك اللهم لبيك، لبَّيْك لا شريك لك لبَّيْك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"،


 بعد ذلك يتوجه إلى منى فيبقى فيها إلى طلوع الشمس في اليوم التاسع،


 ويصلي فيها الظهر من اليوم الثامن، والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها، ويقصر الرباعية.


 عمل اليوم الثاني وهو اليوم التاسع،


 فيكون بالتوجه بعد طلوع الشمس إلى عرفة،


 ويصلي الظهر والعصر قصراً وجمعَ تقديم، 


وينزل قبل الزوال بنمرة إن تيسر له، 


ويتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه إلى غروب الشمس،


 ثم يتوجه بعد غروب الشمس إلى مزدلفة  فيصلي فيها المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين،


 ويبيت فيها حتى يطلع الفجر،


 ويصلي الفجر بعد طلوع الفجر،


 ثم يتفرغ للذكر والدعاء حتى يُسفرَ جداً، 


على أن يتوجه قبل طلوع الشمس إلى منى.




 إذا وصل إلى منى، ذهب إلى جمرة العقبة،


 فرماها بسبع حصيات متعاقبات، واحدة بعد الأخرى،


 يكبر مع كل حصاة، 


ويذبح هديه إن كان له هدي،


 ويحلق رأسه أو يقصره.


وبذلك يتحلل التحلل الأول،


 فيلبس ثيابه ويتطيب وتحل له جميع محظورات الإحرام سوى النساء،


 ثم ينزل إلى مكة فيطوف بالبيت طواف الإفاضة، 


وهو طواف الحج،


 ويسعى بين الصفا والمروة للحج، 


إن كان متمتعاً،


 وكذلك إن كان غير متمتع ولم يكن سعى مع طواف القدوم،


 وبهذا يحل التحلل الثاني،


 ويحل له جميع محظورات الإحرام حتى النساء،


 ثم يرجع إلى منى فيبيت فيها ليلة الحادي عشر.


عمل اليوم الرابع وهو الحادي عشر،


وهو اول ايام التشريق،


 يكون برمي الجمرات الثلاث،


 الأولى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة،


 كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة،


 يرميهن بعد الزوال ولا يجوز قبله.


 ويلاحظ الوقوف للدعاء بعد الجمرة الأولى والوسطى،


 ويبيت في منى ليلة الثاني عشر.


عمل اليوم الخامس وهو الثاني عشر من شهر ذي الحجة،


 يكون برمي الجمرات الثلاث كما رماهن في اليوم الرابع،


 وينفر من منى قبل غروب الشمس إن أراد التعجل،


 أو يبيت فيها إن أراد التأخر.


عمل اليوم السادس وهو الثالث عشر، من شهر ذي الحجة، 


وهذا اليوم خاص بمن تأخر ويعمل فيه برمي الجمرات الثلاث كما سبق في اليومين قبله،


 وينفر من منى بعد ذلك، ويكون آخر الأعمال طواف الوداع عند سفره.

تعليقات